تأثير أعمال الرعايةسوق العمل / التشريعات / تنميط الأدوار المجتمعية
تأثير أعمال الرعاية
سوق العمل / التشريعات / تنميط الأدوار المجتمعية
أعداد :
الباحثة / منى عزت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة النون لرعاية الأسرة
الباحث القانوني : كريم عزت المحامى بالاستئناف ومجلس الدولة
الدكتورة ألفت علام خبيرة دولية في النوع الاجتماعي والقيادية
مراجعه:
سماح سعيد حلمي خبيرة التنمية و النوع الاجتماعي / محمود مرتضي خبير التنمية
يقدم هذا الإصدار تحليل لأعمال الرعاية من خلال ثلاث محاور :
المحور الأول : تأثير تأنيث أعمال الرعاية داخل المنزل على مجالات العمل المنتج التي تتواجد فيها النساء بكثافة وكيف يتم تنميط أدوار النساء داخل وخارج المنزل.
المحور الثاني : الفجوة بين الاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية فيما يتعلق بالإجراءات اللازمة التي تمكن العامل والعاملة من التوازن بين أعباء المنزل والتزامات العمل.
المحور الثالث: الثقافة المجتمعية: أثرها على الدور النفسي اجتماعي لكل من الرجال والنساء
سوف يدار نقاش مع شباب وشابات من الباحثين والقانونيين و متخصصين في علوم الاجتماع والنفس حول أعمال الرعاية وتفنيد أشكال التنميط والتمييز التي تتعرض لها النساء، والهدف من ذلك هو فتح نقاش واسع مع العاملين في المجالات البحثية المختلفة على الاهتمام بالعمل على استخدام منظور الاقتصاد النسوى في تحليل وفهم أدوار النساء والعوامل التي تؤثر على سمات الشخصية و كيف نقدم خطابات بديلة تسهم في العمل على تغيير علاقات القوى وإعادة تقسيم الأدوار بطريقة عادلة بين النساء والرجال .
أعمال الرعاية وتقسيم العمل في المنزل والعمل
أعداد الباحثة / منى عزت
رئيسة مجلس أمناء مؤسسة النون لرعاية الأسرة
مفهوم العمل المنزلي غير مدفوع الأجر:
"كل الخدمات التي يتم إنتاجها واستهلاكها مجانا داخل الأسرة، أي الخدمات التي يؤديها أفراد الأسرة لبعضهم البعض، سواء تعلق ذلك بأعمال العناية بالمنزل وتجهيزاته أو إعداد وتقديم الوجبات أو شراء المستلزمات المنزلية ونقل أفراد الأسرة من مكان لأخر أو رعاية وتربية الأبناء ورعاية أفراد الأسرة المرضي والمسنين، وجميع هذه الأعمال تقع على عاتق النساء"
"يمكن تقسيم كل من أعمال الرعاية المدفوعة وغير مدفوعة الأجر إلى رعاية مباشرة وغير مباشرة. يشمل عمل الرعاية المباشرة الأنشطة الشخصية والعلائقية لرعاية شخص آخر، مثل رعاية طفل أو القراءة للطفل أو مساعدة شخص من كبار السن على ارتداء الملابس أو الاستحمام. يتكون عمل الرعاية غير المباشرة من مهام لا تنطوي على التفاعل وجهًا لوجه، ولكنها ضرورية للحفاظ على الرعاية المباشرة، بما في ذلك التنظيف والطهي والتسوق للأدوات المنزلية وأعمال الصيانة داخل المنزل" .
يوضح الجدول التالي أعمال الرعاية في المنزل وفي السوق
أعمال الرعاية المباشرة
أعمال الرعاية غير المباشرة
غير مدفوعة الأجر
الرعاية الشخصية والعلائقية التي يتم إجراؤها داخل الأسرة للأطفال وكبار السن وذوى وذوات الإعاقة والمرضي
الأنشطة غير مدفوعة الأجر التي يتم أجراؤها داخل الأسرة لدعم أعمال الرعاية المباشرة مثل ( الأعمال المنزلية )
مدفوعة الأجر
العمل بأجر في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية
يتبين من الجدول السابق ما يلى :
أعمال رعاية مدفوعة الأجر وأعمال رعاية غير مدفوعة الأجر.
أشخاص تقوم بأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر وتعمل في مجال أخر غير أعمال الرعاية
أشخاص تقوم بأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر وتعمل في مجال أعمال الرعاية بأجر
أشخاص لا تقوم بأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر و لا تعمل في مجال أعمال الرعاية بأجر
النساء هن أكثر من يقومن بأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر ومدفوعة الأجر وتحديدا غير المباشرة المرتبطة بالعمل المنزلي
أن الرعاية هي منفعة عامة أساسية لمجتمعاتنا واقتصاداتنا، بفوائدها التى تتعدى مجرد متلقى ومتلقيات لتلك الرعاية وحدهم ومع ذلك فالرغم من أن الرعاية منفعة عامة، إلا أن مسؤولية تقديمها تقع في معظم المجتمعات بشكل كبير على عاتق الأسر. وداخل الأسرة ، يقع هذا العاتق بالدرجة الأولى على النساء والفتيات، مما يحد من فرصهن في المشاركة فى سوق العمل و العمل مدفوع الأجر والنعليم والترقى فى العمل والترفيه والرعاية الذاتية. أدى تأنيث أعمال الرعاية إلى انخفاض قيمة أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر ومدفوعة الأجر خاصة غير المباشرة
ثمة ضرورة في أعادة النظر في تقييم أعمال الرعاية وتحسين شروط وجودة الأعمال المرتبطة بأعمال الرعاية وتقدم بأجر فهذا سوف يسهم في تحسين الخدمات المقدمة ويحفز الأسر على الاعتماد عليها وأيضا يحسن ظروف العاملين والعاملات بأعمال الرعاية بأجر
يسهم ذلك في عملية الاعتراف بقيمة أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر وأهمية تقديرها وأول خطوة في ذلك هي مسح استخدام الوقت وهى منهجية بالغة الأهمية في احتساب الوقت الذي يستخدم في أعمال الرعاية بالمنزل وتصنيف هذا القياس على أساس النوع فنستطيع معرفة عدد الساعات التي يقضيها كلا من الرجال والنساء في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر وليس القياس للمدة الزمنية فحسب بل أيضا تقدير القيمة المادية لهذه الأعمال وفقا للقيمة السوقية
العمل على احتساب قيمة العمل المنزلي وإضافته إلى الإحصائيات القومية ( الناتج الإجمالي القومي) محل نقاش منذ القرن 18 وكان محور النقاش أن احتساب أنشطة العمل المنزلي في الحسابات القومية والتعامل معها بأنها أنشطة منتجة فهذا سوف يؤثر على عملية تحليل أوضاع الاقتصاد من حيث قياس عملية التضخم والانكماش فضلا عن أن اعتبار من يقوم بأعمال المنزل أنه من المشتغلين سوف يقدم صورة غير حقيقية عن إحصائيات القوى العاملة .
هذا الموقف أثار غضب النسويات وطالبن في القرن التاسع عشر بضم احتساب العمل المنزلي في التعدادات السكانية، كما كان هناك اقتصاديين في السويد والولايات المتحدة الأمريكية بالعمل على تقدير قيمة العمل المنزلي غير مدفوع الأجر ونسبته من الناتج الإجمالي المحلى
مع تطور أدوات قياس الأداء الاقتصادي بدأت تتبلور أفكار في النصف الثاني من القرن التاسع عشر صدر عن ثلاثة اقتصاديين تقرير من لجنة ستيجليتز عام 2008 في فرنسا أكدوا في التقرير على انه آن الأوان للتحول من التركيز على قياس الإنتاج الاقتصادي إلى قياس جودة حياة البشر ومن بين التوصيات التقرير مد نطاق مؤشرات قياس الناتج المحلي لتشمل الأنشطة غير الموجهة للسوق وهذا يتطلب بالضرورة بيانات ومعلومات عن الفترات الزمنية التي يقضيها الناس في منازلهم وماذا يفعلوا فيها .
كما تبنت الحركة النسوية العالمية مطلب تطوير أساليب تقدير قيمة العمل المنزلي غير المدفوع، وتضمينها في الحسابات القومية، وعقد عام 1995 مؤتمر الأمم المتحدة الرابع للمرأة وصدر عنه إعلان بكين الذي دعا الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية إلى القيام بدراسات العمل غير مدفوع الأجر ونشر النتائج.
عن محاولات دول العالم للوصول إلى طريقة من أجل تقييم العمل المنزلي نستند إلى برنامج إحصاءات النوع الاجتماعي للأمم المتحدة عام 2012 وشمل 126 دولة منهم 48% قامت بأجراء بحوث استخدام الوقت بانتظام و42% من هذه الدول قامت بتقدير قيمة ساعات العمل غير مدفوع الأجر و7% من هذه الدول تلتزم بإدراج إحصائيات العمل غير مدفوع الأجر في حساباتها التكميلية لنظام الحسابات القومية
أصدر عام 2019 صندوق النقد الدولي ورق عمل عن "تخفيض وإعادة توزيع العمل غير المأجور" وأشارت الورقة إلى أن يمثل العمل غير المدفوع الأجر، مثل رعاية الأطفال والمسنين والأعمال المنزلية حصة كبيرة من النشاط الاقتصادي لكن لا يتم احتسابه كجزء من الناتج المحلي الإجمالي، تتحمل النساء بشكل غير متناسب عبء العمل غير المأجور و تقوم النساء في المتوسط بساعتين إضافيتين من العمل غير مدفوع الأجر في اليوم مقارنة بالرجال، ويوجد اختلافات كبيرة بين الدول في احتساب عدد الساعات وأرجعت الورقة ذلك للقيود التي تفرضها الأعراف الثقافية أو الافتقار إلى الخدمات العامة والبنية التحتية والسياسات الصديقة للأسرة ، وأوصت الورقة بضرورة تطبيق سياسات أقوى لدعم المساواة بين الجنسين.
حذر التقرير الصادر عن إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في هيئة الأمم المتحدة تحت عنوان "نساء العالم 2020: الاتجاهات والإحصاءات" أن الأعمال المنزلية وأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر تقع على عاتق النساء بشكل غير متناسب، مما يحد من إمكاناتهن الاقتصادية.
الوضع في مصر :
تقوم النساء في مصر بالحجم الكبير من أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، ويعد الزواج إحدى المحددات الرئيسية في زيادة استهلاك الوقت في الرعاية. حيث تقضي النساء المتزوجات سبعة أضعاف الوقت الذي يقضيه الرجال المتزوجون في الأعمال المنزلية، في حين إنه تقضي النساء غير المتزوجات ستة أضعاف الوقت الذي يقضيه الرجال غير المتزوجين في الأعمال المنزلية. تقضي النساء المصريات تقريبا نفس القدر من الوقت في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر سواء كن موظفات أم لا، مما يعكس العبء المزدوج الذي تواجهه العديد منهن. يوجد عدم توافق ما بين احتياجات الرعاية وخدمات الرعاية الحالية، مما يحد من القدرة على إعادة توزيع مسئوليات أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر. أن عمل المرأة غير مدفوع الأجر في مصر موجود ضمن سياق اجتماعي وثقافي يحدد توقعات معينة من المرأة. وعلى وجه الخصوص، من المتوقع أن تقوم المرأة المصرية بمعظم الأعمال المنزلية وأعمال الرعاية في أسرتها، مع تحويل العمل في السوق إلى مرتبة ثانوية
اجري عام 2015 الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر ولأول مرة مسح استخدام الوقت، وحسب ما ورد في الإصدار الخاص بالمسح، ترجع أهمية المسح إلى قياس وتحليل جميع أشكال العمل بصورة أكثر شمولا، وتقييم العمل غير مدفوع الأجر سواء بالنسبة للعمل المنزلي أو التطوعي لأفراد المجتمع بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة، وذلك لما لها من مساهمات فعالة داخل وخارج المنزل، هذه الإسهامات أغفل المجتمع تقدير قيمتها وحجمها الحقيقي.
أظهرت نتائج "مسح استخدام الوقت في جمهورية مصر العربية 2015 ""العمال والعاملات ذوى المسؤوليات العائلية" وهو كان موضوع البند الخامس من جدول اعمال هذه الدورة.
لأنه أدرك ان مشاكل العامل والعاملة ذوى المسؤوليات العائلية هي وجه لقضايا أوسع تتعلق بالأسرة والمجتمع